يعتبر مقام ومسجد ابي الدرداء في الاسكندرية واحد من المقامات الموجودة في منطقة اللبان في الاسكندرية , وهو عبارة عن مسجد صغير مستطيل الشكل باللونين الاخضر والابيض يتوسط قطبان الترام بشكل ملفت للنظر .
ابو الدرداء الصوفي صاحب الكرامات كما يلقبه البعض وأحد اعلام مشايخ الصوفية , وعلي الرغم من ان المسجد لا يحتوي علي جسمان ابي الدرداء حيث دفن في دمشق الا ان المتبركين يأتون اليه من جميع محافظات مصر , ويشهد ذكري مولده كل عام حضور عدد كبير من الرجال والنساء .
قصه ابي الدرداء
" عويمر بن عامر الانصاري " او ابو الدرداء الانصاري الخزرجي كما يطلق عليه وهو من ضمن علماء الطبقة الاولي من حفاظ القرآن , اسلم ابي الدرداء يوم «بدر» ثم شهد «أحدا» وأمره رسول الله صلي الله عليه وسلم يومئذ أن يردّ من على الجبل ، فردهم وحده. وكان قد تأخر إسلامه قليلا .
ابو الدرداء هو واحد من ضمن الخمسة الذين عملوا علي جمع القرآن الكريم بالاضافة الي معاذ بن جبل , عبادة بن الصامت , ابي بن كعب , ابو ايوب الانصاري . وكان يلقب بحكيم الامة ولهذا ولاه معاوية بن ابي سفيان قضاء دمشق بأمر من عمر بن الخطاب .
تم اقامة مقام ابي الدرداء في الاسكندرية لانه أسهم في فتح الاسكندرية خلال عام 21 هجري ( 641 ميلادي ) مع الصحابي عمرو بن العاص , وقد اقام فيها متفرغاً للعبادة والتدريس وتفقيه الناس , وكان يتخذ من مكان المقام الحالي والذي بني تكريماً لاسمه وذكراه مجلساً لإلقاء الدروس الفقهيه والحديث علي تلاميذه .
ومن الاساطير التي تقال عن كرامات ابو الدرداء انه حما الاسكندرية ايام الحرب العالمية الثانية من صاروخ اطلقته طيارة المانية علي مدينة الاسكندرية , حيث شاهد يوناني كان يعيش بالمنطقة طيفاً ابيض منيراً يخرج من المقام ليصد الصواريخ بيده وينزله علي الارض .
اما الاسطورة الثانية فقد قيل انه في عهد الامير طوسون , حينما شرع في ترميم خطوط الترام القديم بالاسكندرية , واستعان بمهندسين اجانب , حيث اشار احد المهندسين معطياً اوامره لنقله من مكانة فعلقت يده ولم تعود للحركة واصيب بالشلل , وحينما سمع الامير عمر طوسون بالواقعة اصدر اوامره بعدم نقل الضريح من مكانة , وقرر بناء مبني جديد تخليداً للمقام وتم اعادة رسم خط الرتام بحيث يمر الخطين الذهاب والعودة حول المبني .